منقوشةٌ أنتِ بكتابِ عمري منذ الأزل
محفورةٌ أنتِ في لوحي المحفوظِ قَدَراً رائعاً
...مصانةٌ كنتِ كالدانة في أكبر صدفات الأسرار
.بقاعِ أعمقِ محيطاتِ الكون
...محفوظةً كنتِ في الغيوب كفيروزةٍ نادرة
...زَيَّنَتْ تاجاً ملكيّاً بِخَبيئةٍ فرعونية
...وُضِعَتْ في قُدْسِ الأقداس
...بأطهر معابد الأرض و أكثرِها سِرِّيَّة
...أَبَيْتِ إلا أن تتواري عن عيوني
.و إن لم يغِبْ طيفُكِ عن قلبي و خاطري لحظةًً واحدة
...بحثتُ عنكِ عمراً كاملاً
.و ما وجدتك
...ناجيتكِ بالليلِ و الناسُ نيام
.فلم تجيبي
...ناشدتكِ أن تأتي قبل أن يولّي العمر
.فلم تلبّي
...و حين كفرتُ بكِ
...حينئذِ فقط
...أتيتِ
...أشرقْتِ
.عمَّ نورُكِ أركانَ العمرِ بعد إظلامٍ طويل
...وقتها عرفت في لحظةٍ أنكِ أنتِ هِيَ
...فأنا أعْرِِفُكِ مُنْذُ الأَزَل
...أعرفكِ كما أعرفُ نفسي
...أعرف أيامَ الفخرِ
...و أعرفُ كلَّ ثواني العار
...أعرفُ كم جُرْحٍ في جَسَدِك
...و متى و لماذا... كيفَ وأين
.أعرف حتّى قطراتِ الدم
...خارطتك حُفِرَت في قلبي
...تاريخك نقشٌ في جدران الروح
...أعرفُكِ كما أعرفُ كَفِّي
...يا من تغزوني بنعومة
...و تمدُّ جذور الاستبرقِ
...بالروح و تحتلُّ كياني
...طعمُ شفتيك يتهادى في فمي يا عذبة الريق
.و إني لم أذُقْ شهدك
.رائحة أنفاسك تتلكّأُ في أنفي بنكهة قربٍ لم أعرفه
.تأوهاتك في لحظات العشق تحتل سمعي
.و أنا ما سمعت
...قلبكِ المتسارعِ في جنون اللذة يطرق على أبواب صدري
.و أنا ما التصقت
...قطرات عرقك تتساقط على جبيني
.و أنا ما ارتعشت
...زفرات المتعة منك تتردد في صدري
...أعرفك كما أعرف كفّي
...أتقاسمُ معكِ الحلمَ الآن
.بأن نتشارك يوماً ما برغيف الخبز
...نتبادل بعضَ أحاديثٍ
.في الصبح بمائدة الافطار
...أتمنى ألا أتركك
.و أنا بالشوق أقبلك بجوار الباب
...أتقاسمُ معكِ الحلمَ الآن
...أتقاسمُ معكِ العمرَ الآن
...أتقاسمُ معكِ الفكر الآن
...أتقاسمُ معكِ الكونَ الآن
...لا أفعل أشيائي وحدي
..."لا أدري ما كلمةُ "وحدي
...فأنا أحيا من أجلكِ أنت
...أتحَرَّقُ شوقاً في عشقي لتنالي الدفء
...أغرق في موجات حنيني
...كي تطرب أذْنُكِ عند سماع هدير البحر
...و نسيت كياني كي أسمو
...كي أصبح أنتِ
...كي أصبحُ أروع مخلوقٍ في هذا الكون
...كي أصبح نبعاً للرقة
...كي أَهَبَ ربيعَ العامِ القادمِ طعمَ اللون
...كي أصبح أروع نافورات الضوء
...كي يسطع ضوئي للعشاق بقلب الليلِ
...كالبدرِ بميعاد تمامه
...ميعاداً لغرام فراشات العشقِ
.و مواسماً للأزهارِ و للأفراح
شريف ضياء
18-8-2011
الله على روعة الاحساس ورقته ودقة الكلمات والتعبيرات هنيئا لهذه المعشوقة بكل هذا الحب والوله مشاعر دافئة وكلمات مشتعلة تقطر عشقا صادقا الصورة قطعة فنية ناطقة وكأنها صنعت خصيصا لكلماتك الرائعة. Noha Alomrani
ردحذفواضح إنك بتحبي الخواطر يا نها :)
ردحذفأنا لا أؤمن بشدة بما يسمى بالشعر الحر.
يا إما شعر أو خواطر و قد تلاحظي بعض الموسيقى الداخلية الخفية في خواطري...
لكنها تظل خواطر و هذا ليس عيباً... فقد تقيدك أسوار الوزن و البحور و القوافي...
فتغيري كلمات و تستبدلي معاني...
أنا في النهاية أشارك خواطري البسيطة مع من يهتم بها.
شكراً لمرورك الكريم يا نها.