الاثنين، ١٢ نوفمبر ٢٠١٢

ماريونيت



ماريونيت
1
من جذع شجرة مُغتَصَبْ ...
نَجّار عجوزْ ...
منشار مِصَدّي من التعبْ ...
فارة و شاكوش ...
مبرد خشب ...
مسامير كتير أو مش كتير ...
مش مُعْضِلَة ...
ألوان كتير ...
قماشات كتير ...
بس الأهم في كل كل المسألة...
هي الخيوط ...
عدد الخيوط ...
نوع الخيوط ...
تِـقْوى خيوطك يا صديق ...
تبقى العروسة بْـجَـدْ فعلاً ... مذهلة.

 2
و كنت أنا ...
أحدث عروسة في وجود ...
مسرح عرايس عمرنا ...
و كنّـا مسرح ‍‍‍!!!
لا بصحيح مش أي مسرح ...
الواد بييجي جايب أبوه...
و اللي جابوه...
يرقص يغني ينبسط ...
يتشال في لحظة و ينهبد ...
يضحك و ياكل في الفشار ...
و العيب عليهم لو عابوه.

3
و أنا اللي يمسك طرف خيطي ...
لا بد أطيعه و السلام.
بالخيط ده أتجمد كما تمثال رخام.
بالخيط ده أرفع ركبتي ...
بالخيط ده أشاور أو أنام ...
بالخيط ده أضحك و اللا أعيـَّط ...
و اللا أذاكر و اللا أعشـق ...
و اللا ألخبط في الكلام.
ماريونيت طراز حديث ...
تحفة عصرية بصحيح ...
سابق أواني و بطريقة مرعبة...
شئ فذ جداً...
لما تشعر إن عندك موهبة...
مِنَّة...
هبة...
أظهر في مسرح مدرسة...
عاديك يا صاحبي عاللي يحصل للعيال...
و أقوم أنا بتفانين عجب و لا في المحال...
كل العرايس تنبهر...
و تقول :  " ده إيه؟
و لما كنا جداد كده...
ما طلعش مِنـَّـا ده كله ليه؟"
أفرح سعادتي و أنتفخ...
و كأني ياور في الديوان مش بس بيه.
كل العرايس تبقى جنبي معَجِّزة
وَسَّع يا واد للماريونيت المُعْجِزَة!!!...


4
كان عندي قاعدة في المسافات و البشر...
يا ما بشر...
مسكوا خيوطي كتير في عمري المسرحي...
اللي حنان أمومتها دافي... يِـدَوِّبَـك...
و اللي أستاذ فوزي أبو خرزانة نار...
و اللي يشبه للشاويش...
و اللي شبه العسكري...
و اللي عنده الدكتوراة...
و اللي واخد إعدادية بالدعا...
و اللي زي الطيف تراوغك تأسرك...
و بعد عمرك ... تكتشف...
إن الفراشة جوه دمك من زمن ...
و أنت مشغول عنها ...
بمطاردات لأطياف الخيال...
لعبوا بخيوطي كتير كتير ... و كتير أوي...
و تصدقوا؟
فيه ناس أنا بكياني ده ...و حركتهم...
لكن حاولت الإلتزام في قاعدتي...
مش يعني فعلاً قاعدتي...
هو معاوية اللي أساساً حطها...
قاعدة مسافات بين كياني و البشر...
لو كنت أقرب م البشر...
معناها حاتعدى الحدود...
و أخرج من المسرح و يمكن أتنسي...
من الجماهيييييير الغفييييييييييرة المعجبة...
أما إذا حاولت أبعد عنُّهم...
يصبح صراع...
و الكونترول في يدُّهم...
يمكن في حموتها خيوطي تنقطع...
و ف وقتها...
يا للعجب...
حاقع على المسرح...
و حارجع من جديد...
حتة خشب...

 5
سن الزمن يوم سُـنِّـتـُه...
بحجر رحاية عمرنا...
و جت عروسة جديدة ليها...
إمكانات مش عندنا...
تعابير وشوش...
حركات باليه...
يقدر يحرك لك حواجبه أو عينيه...
و تخيلوا؟؟؟...
أنا قلتها:
" الواد ده إيه؟
و لما كنا جداد كده...
ما طلعش منا ده كله ليه؟"
آخ يا قدر...
لو بس مرة تدوم لغيرك...
مستحيل كت وصلتك.
و فهمت إن المر من كل العبر...
يوصل لعقلك لما ينهكك الكبر...
تيجي تنصح الواد الجديد لله كده...
و هو وارم م الغرور و حينفجر...
يبص لك بصة...
تزقك جوه جحرك ...
و انت نفخة و تنكسر.
كل العرايس تبقى زيي معَجِّزة
وسع يا واد للماريونيت المعجزة!!!...

6
من بعد عمر طويل طويل...
مسرح عرايس دنيتي...
علمني فجأة إني كنت التسلية!
سوداني ... لب... شيبس ... 
و فشار... و اللا بيبس...
قهوة ... نسكافيه...
ينسون ... كراوية...
و إكتشفت إني كنت بيتلعب...
بيا أنا...
شعرة معاوية.


شريف ضياء
10 يناير 2005

هناك تعليق واحد:

  1. انا فعلا مقدرتش ارمش وانا باقراها خطفتني الكلمات الحروف المزيكا كأني فعلا شايفة ماريونيت ابداع فظيع ماشاء الله عليك صلاح جاهين مكتبش حاجة زي دي استمر يا فنان انطلق اكتر حاجة حقيقي تخطف الانفاس والعقول منبهرة جدا بالدقة والجمال ده
    Noha Alomrani

    ردحذف