...يا سَــــيِّدَةَ اللهيب
...يا راعيةَ النيرانِ المنطلقةِ بِــمُرُوجِ قلبي
...أيتها اللاعبة بجمـارِ الشَّـوقِ المُـتَّـقِــدَةِ في سيرك عمري
...أيتها السحابة التي انتظرتها كي تهطل عليَّ أمطارُها
...فإذا بها تغرقني بحِمَمٍ من حنين
...يا موقِظَــةَ الضَّــــــــــواري بغاباتِ روحي
...يا مُــــكْسِـــــبَةَ الطَّــــــــــعْمِ الحـــــــــــارِ بِـــطَبَقِ حياتي
...يا مُضيفةَ الإثــــــــــــــارةِ إلى مُكَــــوِّناتي
...يا صانعةَ اللَّهفةِ و اللَّوعةِ و الشَغَـفِ و الوَلَــع
...يا مَنْ ذَكَّرَتْ قلبي بـِوُجوبِ أنْ ينبض
و أنْ يحيــــــــا و أن يَعشَق
...يا مَنْ حَطَّمَتْ أوثانَ الرتابة و البرودةِ و المللْ
...يا مَنْ أنْهَتْ بِدِفءِ لمسَتِها عصري الجليديّ
...يا مَعْنىً لِثَوانٍ كُنتُ أحياها و الآن بدأتُ حقّاً أعيشُها
...يا مَنْ مَحَتْ مِن كتابِ ذاكرَتي كلَّ ما كانَ قَــــــــبْــــلَـــها
...و خَطَّتْ بِسِحْـرِ أَنامِلِها عمري من جديدٍ يــــــــــوم لُقيانا
...يا من أَنْسَتني أن أنـــــــدم...
...و عَلَّمَتْني كيف أغـــفــــــــــر...
...و ألهمتني السموَّ عن طبيعةِ الطّيـــــــــــن...
...و حَفَّزَتْني على الإرتقاء إلى النــُّـــــــــــــورانية
...يا من أدخَلَــتْني عاصمَتَها
...فَتَجَوَّلْتُ فيها كالسائح المشدوه المنبهر
...مُتَفَقَّداً مَعالِمَكِ السياحِيَّة كالطفلِ المأخوذ
...أنا أبَداً... ما حَلُمْتُ بِمِثلِك
...فلا أنا رأيت أبنيةً بهذا الحُسْن
...و لا عَلِمْتُ بِوجودِ جدرانٍ بهذه النعومة
...و لا تَخَيَّلْتُ نوافذَ بهذا السحر
...و لا تَصَوَّرْت ستائرَ بهذا الإغراء
...و لا تأملتُ أبواباً بهذه الروعة
...و لا صادفتُ أعمدةً مرمريةً بهذه الفتنة
...و لا خُضْتُ أنهاراً بهذا الجنون
...و لا زُرْتُ براكينَ بهذه السخونة
...و لا ذُقْـتُ عسلاً بَرِّيّـاً مثل عسل غاباتك
...و لا سمعتُ موسيقى بهذا الإبداع
...و لا شدوَ أطيارٍ بهذا التناغم و الإتقان
...فَإذا بي أرَى طُرُقَكِ الوَعِرة... تُمَهَّدُ لي
...و ذراعاتِ أبنيَتِكِ تنفتحُ لي في تَرْحيب
...و رأيتُ شَفَتيكِ تُغْدِقان عليَّ بِورود الحُبٍّ العذراء
...و كلماتٍ قد قُطِفَت تَوّاً مِنْ بساتينِ الكَرْزِ المُصانة
...و نظَراتٍ من الشَّــوقِ المُــعَتَّق أعواماً في انتظارِ قدومي
...آهٍ يا سيِّدةَ الروح و سبب الفرحة و نكهة الفردوس الأعلى
...آهٍ يــــا أحلى مـــا بالعمـر و جـــائــــزةَ حصادِه
...آهٍ يا مَن بِـبــــــــــــابها أَسْـــفِـكُ العمرَ و لا أبالي
...و أَسْـــــفحُ الدَّمْـــــــعَ على أعــــتـــــــــــابِها و لا أكترِث
...يا مَنْ صارت الخَــــــبَــــــرَ و المُبتـــــــــــــدأ و المُنتهَى
...يا آخر عـربات الفرح المنطلق إلى دنيا من العشق و السعادة
...يا أروع ابتسامات السماء
و أجمل استجابات القدر لدعاءٍ طويل
هل للسحرِ مرادفٌ في المعاجم إلا حسنُك؟
هل للفرحةِ معانٍ إلا ابتسامتك؟
هل توجد باللغاتِ ما يُــــوَّفي هذه الفتنة حقها؟
...لا... و ألف ألف لا
...فالأشعار تتبخر
...و الكلمات تعجز
...و الألسنة تصمت
...أمام جمالك المبهر و حسنِك المذهل
...و لا يُعَبِّرُ مِثْلي عما يجيش بصدرِه نحوك يا ست الحسن
...إلا بكلماتٍ عاجزة
...ينطقها صبرٌ يَحتضِر
!من قلب ينصهر
شريف ضياء
18-10-2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق