الاثنين، ١٢ نوفمبر ٢٠١٢

شــــراك



يا من نَصَبْتِ شِراكَ غدرِكِ لَمْلِمي إنَّ الحريصَ بِمِثْلِها لا يرتمي
وَدَّعْتُ أيّاماً و كُنْتُ قَضَـيْتـُها و هواكِ أقربُ للجوانِحِ مِنْ دَمِي
و طَوَيْتُ أيّاماً ذَكَرْتُ بها الهَوَى و نسِيتُ كُنْهَ مَدامِعي و تَبَسُّمي
و وعيت درسي لن أكرِّرَ سَقْطَتي أَنْعِـمْ بهذا القـلبِ مِنْ مُتَعَلِّمِ
كم بات قلبي مُثْخَناً بِجِراحِهِ و الكَوْنُ في عيني بِضيقِ القُـمْقُمِ
و ابْتَعْتُ كلَّ حديثِ وَهْمٍ بِعْتِهِ و تَبِعْـتُهُ تَوْقاً لِضَـمِّ الأنْجُمِ
كم هِمْتُ في عينيكِ أَنْهَل نظرةً فَجَرَعْـتُها حتّى نُخاع الأَعْـظُمِ
و ظَنَنْتُ أن العِشْقَ يولَد فيهِما فإذا بِـهِ يُرْثى بِأَسْـوَدِ مَـأْتَـمِ
أيكون ذنبي أن غُشِيتُ بِناظِـرِي و نَظَمْتُ شِعري للأصمِّ الأبكمِ؟
أم أن قـلبي فَرَّ نحوَكِ لاجِـئاً كي تذبحيهِ بِنِصْفِ شَهْرِ مُحَرَّمِ؟
أظننتُ أنك تشعرين لتعشقي أم خلفَ ضِلعِكِ خافقٌ كي تُغْرَمي؟
إن الوفاءَ بنـاظِرَيْكِ خُـرافَـةٌ و أنا شقيـقٌ للوفاءِ و أنْتَـمي
إنّي غَنِمْتُ البُعْدَ عَنْكِ عزيزتي و أنا اللبيب فَهَلْ أُضَيِّع مَغْنَمي؟
ذُلُّ الإِمـاءِ بـِرِقِّهِنَّ لِسَيِّدٍ و رأيتِ عِـزَّكِ في إتِّبـاعِ الدرهَمِ
فلتُطْـلِقي سَهْماً لِصَيْدٍ أَسْمَنِ و لْتَثْقُبيهِ بِلَحْظِـكِ المُتَسَــمَّمِ
من قَبلِ أن يَدْري بأَنَّكِ خدعـةٌ و بِقَلْبِ غـولٍ و ابتسامةِ آدَمي
و لتَفْتِنيـهِ بِلَفْتَـةٍ... إيـماءةٍ  و لتُخْـرِجي مَعْسولَ قولٍ بالفمِ
و عِـديه بالجنّاتِ منك و بالعُلا حتّى يُوَرَّدَ فيـكِ قَعْرَ جهـنَّـمِ
شريف ضياء
19 مارس 2005

هناك ٥ تعليقات:

  1. كلمات نارية عنيفة بالغة القوة عبرت عن هذه الحالة الشعرية بمنتهى الدقة وابرزت غدر هذه الحبيبة ووفاء واخلاص الحبيب وغضبه وتعلمه الدرس من تلك التجربة وصورة شديدة الاتساق مع الكلمات الصارخة من اجمل ما قرأت بعمرى ايها الشاعر المخضرم (رائعة) كلمة لا توفيها حقها وحقك
    Noha Alomrani

    ردحذف
  2. شكراً لتعليقك الجميل يا نها
    كتبت هذه القصيدة بعد حالة خاصة جداً من الغضب و الغليان لدرجة أني كتبتها في ساعات قليلة.
    و أنا و لا مخضرم و لا حاجة بس القصيدة كانت فيها توفيق كبير ليس إلا.

    ردحذف
  3. القصيدة تعبير مؤلم عن حالة غدر واضحة..وواضح أيضا أن الكاتب سطرها وهو مثخن بجراحه ومازالت دماءه نازفة..ولذلك فإن من يقرأها يعتصره الالم الذى يعانيه الكاتب..وتصويره للطرف الاخر بالصياد المادى الذي يشبه الغول بابتسامة آدمي تشبيه مؤثر لدرجة أن القارئ يتمني لو أنها سكنت قعر جهنم لينتقم للكاتب ولوفاءه وأحزانه..

    ردحذف
  4. أن يستخف أحد بذكائي و أن يخدعني أحد هو مفتاح الجحيم داخلي
    و قد تأخذني الرغبة في الانتقام إلى ما هو أبعد من طبيعتي المسالمة
    خصوصاً إذا طعنني من آمنته و أعطيته ظهري ليحميه
    و قد حدث لي هذا الموقف عدة مرات لكني دوماً لم أبادر بالشر
    لكني لم أعد هذا الساذج الذي يصدق كل ما قد يسمع و يرى
    شكراً يا زيزيت على كلماتك التي أصابت هدفها بدقة شديدة
    يا لك من ناقدة

    ردحذف
  5. الله عليك يا شريف .. ايه الروعة والإحساس الراقي ده .. مشاعرك صادقة وقوية وألمها لمس أوتار قلبي وحسيت بحالة غريبة وكانها تخصني انا
    كيف يُمكن لأي إنسان ان يُقابل كل هذا الحب النقي الحقيقي الخالص بمنتهى الغدر والقسوة ..

    أبدعت بكلمات رشيقة غنية رائعة صادقة ومؤثرة جداً .لك تحياتي
    Omnia El-shimy

    ردحذف