الاثنين، ١٢ نوفمبر ٢٠١٢

بابك




...كَيْ أَصِلَ لِبابِكِ يَتَحَتَّم
 ...أن أعْبُرَ بجنوني الجامح
.قنطرةَ النّار
...كَيْ أَصِلَ لِبابِكِ قد أَمْضِي
.في رحلة عمري عَبْرَ ملايين الأخطار
...كَيْ أَصِلَ لِبابِكِ  
.قد أُضْطَرُّ لِصَيْدِ الرُّخِّ بِفَخٍّ من ضوءِ الأقمار

...كَيْ أَصِلَ لِبابِكِ 
...يجب عَلَيَّ تَحَدِّي الغول 
...بل فَهْمُ و حلُّ خفايا اللغزِ
...و سـرِّ الطَلْسَمِ و المجهول
...أن أتأرجَحَ ما بَيْنَ رجائي أو يأْسي
.مِثْلَ البَنْدول


...كَيْ أَصِلَ لِبابِكِ 
...يتوجَّبُ سَيْرِي لِشُهورٍ في الظُلُماتِ و في الأضواء
...أن تصهرَ ناري جَبَلَ الثَلْج
...و أطفئَ نيرانَ العنقاء
...أن أزْهَــدَ في زادِ الدنيا 
...و ألبسَ أسمالَ الفقراء 
...أن أَكْتم نزفي بفؤادي 
.أن أكبتَ أشواقي الخرقاء

...كَيْ أَصِلَ لِبابِكِ 
 يتحتَّمُ سلخُ التِّنِّينْ...
...يتحتَّمُ أن أتحدّى الليثَ بِكُلِّ عرينْ 
...أن أقطعَ رأسَ الميدوزا 
.و العَدْوُ سريعاً كَي أَسْبِقَ كلَّ الباقينْ
...أن أنــزع نفسي من نفسي
...من عائلتي
...من أصحابي
...من وطني
...أمسي
...أحبابي
...ألا يبقى منّي إلا
.إسْمي... و الـدِّيـنْ

...كَيْ أَصِلَ لِبابِكِ 
...لا أدري 
...كَمْ وحشٍ يلزمني قتلُه 
.لِتَمامِ فُصُولِ الأسطورة
...كَمْ دَرْبٍ سوف أُمَهِّدُهُ 
.بِدُموعِ القلبِ المنثورة
...كَمْ مللٍ سوف أكابدُهُ 
.من وقعِ خُطايَ المقدورة


...كَيْ أَصِلَ لِبابِكِ
...قد أحتاج عناداً من عصر الرومان 
...و سفائنَ من عصر الفايكنج 
.و سيوفاً صُلباً قد صُنِعَتْ لملوك الجان 
.و مضادّاً لليأسِ الأسودِ 
.و أواني الصبرِ و تِرْياقاً ضدَّ الأحزان


...كَيْ أَصِلَ لِبابِكِ صَيَّرتُكِ 
...كَيَقيني
...و وَأَدْتُ ظنوني
...و جحدتُ ظلاماً في لَيْلي
...و نقشتُكِ نوراً بِعُيوني
...و عَصَيْتُ العقلَ و منطقه
.و تركتُ لِجامي لِجُنوني

...كَيْ أَصِلَ لِبابِكِ
.قد أُضْطَرُّ لأن أتعلم تِسْعَ لُغات
...أن أركبَ أملي كجوادٍ
.و أطاردَ يأسي في الطرقات
...أن أرحل طيراً مغترباً
...يحدوه الأمل بأن يغزل
.عشاً من عشقٍ في كفيك و بالوجنات
...يمضي و القش بمنقاره
...لا أحد يحلِّقُ بجواره
...أو يفهم معنى إصراره
.كي يُثْبِتَ ما لا يدْعَمُهُ أدْنى إثبات

شريف ضياء 
أغسطس 2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق