الثلاثاء، ٤ ديسمبر ٢٠١٢

رسالة عشق شتوية





...معشوقتي المذهلة
...أرجو أن تصلك رسالتي هذه و أنت كعادتك دائماً 
...متفردةً في قمة إبهارك و حسنك 
...متربعةً على عرش الفتنة في أوج طغيانها 
...مغريةً بِبَهاءِ وَجْهِكِ القمريِّ المستدير 
...المستغرقِ في البراءةِ و الطفولة  
...سارقةً للقلوب بعينيك البُـنِـيَّـتَـيْـن المستحيلتين 
...منتصرةً على دفاعاتي دَوْماً بأهدابِكِ المُشْــرَعَة 
...سابحةً في شراييني لما بعد النهايات 
...مغرقةً روحي في عشقك حتى الاستسلام 
.و مُلْهِبَةً قلبي في الشوقِ إليكِ حتى الاحتراق 


...مختطفتي الربيعية 
...إذ أغرق ببحور الظلمة الشتوية الباردة  
...يبيت ليلي مصلوباً على بابِك 
...يا فجراً يأبى إلا أن يبطئ في إطلالته 
...يا وقع أقدامٍ أتلهف لسماعها 
...حين تقترب ثم تقف عند بابي 
...بعينين متعلقتين بمقبض الباب أنتظرك 
.و أنا أوقن أنك لا تأتين 
...و بينما أنا في وحدتي 
...لا أنادم إلا ليلَ شتاءٍ طويلٍ قاسي  
 .يقاسمني كؤوس الظنون و مرارتها 
...يمر طيفك بخيالي في ظل هذا الإظلام 
...تستحيل الظلمةُ نوراً نقيّاً 
...و الصقيعُ دِفئاً ناعماً 
...و السوادُ ربيعاً متلوِّناً و فراشاتٍ سحرية 
...و رائحةُ المطرِ زهوراً متراقصةَ العبير 
...و الصمتُ تغريداً و تنهداتٍ و بَوْحَ عاشِقَـيْن 
...أغمض جفوني لبضع ثوانٍ 
.كي تتذوق عيني لذةَ نورِكِ الطاهر 

...رائعتي المشرقة 
...يا نجمةَ الشمالِ المتألقة 
...يا منارةً كلما دنوتُ منها 
...بدت و كأنها قد نأتْ و ابتعدت 
...و ازداد نورها بهاءً و ألقاً 
...و أنا في إقلاعي المستديم نحوك أيتها الفاتنة المغرية 
...يا أدفأ مرافئ العشق 
...يا أشهى سرابٍ في هذا الكون 
...يا منبع النور في عمري 
...يا قمر الأقمار في سمائي 
...يا من جمعت فتنة هيلين طروادة 
...و صبر بينيلوبي في انتظار أوديسيوس 
.و عناد إيزيس في تحقيق المستحيل 
...يا بسمة العمر 
...يا قرة العين 
...يا نبض الروح 
...كم أتمنى أن أسبح في دفء نورِك 
...أن تستعيد مشاعري المرتعدة ألوانها بالقرب منك 
...أن تغدقي عليَّ بفيض من ضياءك القُدْسي 
...كم أتمنى أن تتلاقى يدانا 
...كما حدث بالربيع الماضي 
.فقد مللت من الظلمة و البرودة في غيابك يا سر حياتي 

...معشوقتي اللا متكررة
...الآلاف من رسائل العشق لن تجدي
...فأنا لن أستطيع إرسال كلماتي
...فلقد نسيت عنوانك
...منذ أنساني عشقك عنوان ذاتي
...و ختاماً أقول لك يا زهرة العمر الشهية
...إلى لقاء قريب
...في الربيع القادم
...الذي سيكون بلا شك
.ربيعنا نحن فقط

شريف ضياء 
ديسمبر 2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق